Translate

السبت، 4 أكتوبر 2014

‫#‏حتى_الماء‬..

شعرت بالعطش..والليل قد آذن بالانصرام ثلثاه..
خرجت أقصد البقالة ..وفي طريقي ذكرت الشاي فعرجت إلى المقهى،..فناديته "شاي حليب زنجبيل، سكر زيادة".. وفي تريثي جهوز الشاي ..ذكرت الماء، فدعوت به: "ماء كبير عادي" فقال:"بارد" قلت: "لا" ..
أرسلت ناظري، فإذا رفوف الماء مصفوفة في الدرج، وإذا باسم تلك "الماركة" بارزا بخط جلي ..تدافعت خواطري وغصت بالشجو أحشائي واضطربت مشاعري ( ألم ، حنين ، حزن، غضب ، خوف ، رجاء..)
صاح شيء بداخلي : دعه سيؤلمك ..ومن قبلُ ما فعل بصلاتك في رمضان الماضي حين وقعت عينك على قنينة صغيرة داخل المسجد أثناء التراويح!!
وبينما أنا كذلك ناولني الهندي: قنينة ماء ممشوقة هيفاء..تعممت زرقة وعصب صدرها بيافطة شفافة تعلوها رزقة وبياض وألوان مختلفة بها كلام مكتوب.. ورسوم :(قلب وقطرات وموج وأوراق شجر..)..
دفعت إليه ورقة نقدية .. فاستلمها بسرعة ورد إلي بعض النقود - استنقصتها-، وقفل راجعا ..فبقيت واقفا أنتظر أن يرد لي بقية ما زاد عن حقه ..
لكنه لم يفعل فسألته -وأنا أعلم السعر- فأجابني بما معناه: إنه ماء ‫#‏أروى‬ ثمنه أغلى..
فقلت في نفسي
: وحتى الماء؟ وحتى شكله يختلف؟ لماذا تطاردني حتى في شرابي ؟..
سرحت قليلا..أردد: لماذا آخذه سوف يكون كإبرة مغروسة في ذاكرتي كلما نظرت لاسمه..
هل أتركه هل آخذه ..وبين أنا في غيابات الذكريات داهمني العامل وقد جعل القنينة بين يدي أو حصل شيء ما لم أعد أتذكره..
نزلت القهقراء ودعت عتبة المقهى لا أدري كيف غير أن أجنحة الخواطر تخطفني..
وأكرر "حتى الماء"....

دخلت الغرفة تفحصته على خجل داعبت أناملي مغطاه في عَجَل تجرعت منه يسيرا على وجل ..

لم أطق رؤيته نبذته وراء ظهري ...

ولكن...

حتى الماء؟










يونيو - أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة 2014م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق